توضح دراسة علمية أجراها باحثون في معهد بكين للعلوم الرياضية والتطبيقات أن انهيار الدماغ يؤدي إلى تفكك الروابط بين الإشارات البصرية والجسد، وهو ما يفسر ظهور رؤى معقّدة ومشاعر مكثّفة عند الاقتراب من الموت، مع تأثر الخلفيات الثقافية والدينية بتكوين التهيؤات الناتجة عن التجربة.
يحدّد العلماء أربعة أشكال هندسية لتجارب الاقتراب من الموت: الشكل (A) مشاهد ضيقة تشبه النفق نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، والشكلان (B) و(C) يظهران في مناطق بيضاوية أو مقوّسة عند فقد جزء من الرؤية مؤقتاً، ويُمثّل الشكل (C5) تجربة غامرة داخل حيز بيضوي مغلق تماماً بزاوية 360 درجة؛ ويرى الفريق أن المشاركين ينتقلون تدريجاً من الشكل A إلى شكل C5 مع تقدم التجربة، ما يوحي بوجود سبب فيزيولوجي مشترك.
أجرى الباحثون مقابلات مع 48 شخصاً مرّوا بتجارب اقتراب من الموت، فعبّروا عن مدى التنوع في التجارب بين رؤى دينية ومشاهد شبيهة بأفلام الخيال العلمي، بينما ظهرت شهادات أخرى بعيدة عن المعتقدات الدينية.
وصف أحد المشاركين رؤية مصفوفة ضخمة من النقاط المتصلة في أبعاد متعددة قائلاً إن الدخول إلى تلك المصفوفة قد يتيح الانتقال إلى أي مكان في الكون بمجرد التفكير، بينما قال آخر إنه رأى ثقباً أسوداً لكن النور الكثيف المحيط به حجب جميع الألوان.
كشفت دراسة سابقة أن المرضى ربما يسمعون ما يقال لهم أثناء الاحتضار، حتى وإن كان المريض فاقد الوعي، فحاسة السمع تبقى فعّالة أثناء اقتراب الموت، وهو بحث أُجري في سياق قياس دماغ مرضى يقومون بالعبور من الحياة إلى الموت مع إغلاق الجسم.
وتركّزت الدراسة على المرضى الذين ينتقلون من الحياة إلى الموت عندما يبدأ الجسم في الإغلاق، واستخدمت لُبِّدة من 64 قطباً لقياس النشاط الكهربائي للدماغ، مع مقارنة الإشارات الناتجة عندما كان المريض مستجيباً مقابل غير مستجيب، فتبين أن نشاط الدماغ بين الحالتين كان مشابهاً، مع وجود نشاط أكثر تعقيداً لدى بعض المرضى مقارنةً بمجموعة تحكم صغيرة.
وقالت الباحثة الرئيسية إليزابيث بلوندون إن المرضى الذين ينتقلون من الحياة إلى الموت قد يتعرّفون على مقطوعة موسيقية مفضّلة لديهم أثناء هذه المرحلة، وإنه ليس من المعروف ما إذا كان يمكنهم فهم الكلام أم مجرد سماعه.



