العصر الشاشات وتأثيره على الأطفال
أصبح تعامل الطفل مع الهاتف أمراً واقعاً في عصر الشاشات، ما أدى إلى ادمان بعض الأطفال للهاتف.
أوضح تقرير Psychology Today أن الدماغ في مرحلة الطفولة يتأثر بشدة بالمحفزات الرقمية السريعة، إذ تنشط دوائر المكافأة في الدماغ بشكل يشبه تأثير المواد المنشطة، وهذا يخلق نمطاً من الإثارة اللحظية ويضعف القدرة على الصبر والتركيز ويزيد تقلب المزاج.
حدد الدكتور عادل سلطان، استشاري نفسي بالقصر العيني، أن الخطر الحقيقي ليس في وقت الاستخدام بل في الطريقة التي يُقدَّم بها الهاتف للطفل لأول مرة، فاذا عُدّ الجهاز كوسيلة تهدئة دائمة يتحول إلى ملاذ نفسي لا يستطيع الطفل الانفصال عنه، بينما إذا كان أداة تعلم وتواصل ذات أهداف محددة فاحتمالات الإدمان تقل.
تتراوح أضراره بين التأخر الإدراكي والحسي والسلوكي والاجتماعي والدراسي، واضطراب نمط اليوم والصحة العامة، إضافة إلى مشاكل جسدية تتعلق بالنظر والصحة العامة.
يختلف عمر البدء من طفل لآخر، فالتربية والبيئة والقواعد الأسريّة تحدد جاهزيته أكثر من عمر رقمي؛ فالسؤال ليس متى نعطي الهاتف بل هل يستطيع استخدامه دون الوقوع في الإدمان.
يحذر من تقديم الهاتف قبل سن الرابعة أو الخامسة، لأن الطفل في تلك المرحلة يفتقر إلى التنظيم الذاتي والقدرة على ضبط العواطف والأفكار والقدرة على مقاومة الإغراء الرقمي.
ينبغي على الأهل التعامل مع الطفل المدمن بالشعور بالهدوء والتفهم، فغضبهم يمنح الجهاز مكاناً كملاذ هروب. يجب توفير بدائل واقعية من اللعب والأنشطة الاجتماعية ورفع التفاعل الأسري ليعود التوازن تدريجيًا.
تستلزم خطوات عملية داخل البيت للتعامل مع الإدمان الرقمي دون العنف عدة أمور: الحوار الهادئ، تقليل الوقت تدريجيًا، توفير أنشطة بديلة، تنظيم برنامج يومي خالٍ من الأجهزة، عدم استخدام الهواتف أمام الطفل، إشراكه في وضع القواعد، تنظيم أوقات اللعب والدراسة والنوم، مراقبة الاستخدام خارج وجود الوالدين، وتنظيم نزهات عائلية، مع الاستماع الجيد لطفلك ليشعر أن لديه مكاناً للتعبير دون الاعتماد على الشاشة.



