يُنظر إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا كظاهرة تخص الأطفال الذكور في الصف، لكن الواقع أن النساء يعانين منه أيضاً وبإشكالٍ قد لا يطبق عليه النمط الشائع، ما يجعل كثيرات غير مُكتشفات أو يتم تشخيصهن بشكل خاطئ غالبًا كإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
أعراض مختلفة لدى النساء
تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى النساء بصورة أكثر هدوءًا ودقة من الرجال، فبدلاً من فرط النشاط الجسدي قد تعاني المرأة من قلة الانتباه وصعوبة التركيز لفترات طويلة، والنسيان المتكرر حتى في المهام اليومية البسيطة، وحساسية عاطفية مفرطة تؤدي إلى تقلبات مزاجية، وصعوبة تنظيم الوقت والأولويات، والشعور المستمر بالإرهاق والتعب الذهني.
لماذا يصعب تشخيصه لدى النساء؟
يؤكد الأطباء أن تشخيصه غالبًا ما يواجه صعوبات لأن أعراض النساء أقل وضوحًا أو إزعاجًا من أعراض الرجال، ولأن الصورة النمطية لصبي مشاغب في الفصل تجعل الأطباء يغفلون عن وجود صعوبات في التركيز والتنظيم لدى الفتيات دون إحداث فوضى خارجية.
مظاهر خاصة بالنساء
من أبرز مظاهر الاضطراب عند النساء الثرثرة والكلام المتكرر أو التحدث العاطفي بسرعة، فبدلاً من الحركة الزائدة قد تميل الفتيات المصابات إلى الحديث كثيرًا ومقاطعة الآخرين بشكل غير مقصود، وغالبًا ما يتم وصفهن بأنهن ثرثارات دون أن يُفهم أن ذلك قد يكون عرضاً لحالة عصبية تستحق التقييم.
الكمال والإخفاء والتعب النفسي
تحاول الكثير من النساء المصابات بإخفاء أعراضهن عبر السعي للكمال والتفوق، وهو جهد مستمر يستهلك طاقة عقلية كبيرة ويؤدي إلى التوتر والتسويف والشعور بالذنب.
الإرهاق النفسي المزمن
يُعد الإرهاق الذهني من أبرز أعراض ADHD لدى النساء، حيث يسعى الشخص إلى التوفيق بين العمل والمنزل والعلاقات الاجتماعية مع إدارة الأعراض، ما يسبب إرهاقًا مستمرًا قد يُفسَّر في بعض الأحيان على أنه قلق أو اكتئاب، بينما السبب الحقيقي هو اضطراب عصبي يحتاج إلى تشخيص وعلاج متخصص.
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يشدد الأطباء على ضرورة فهم الفروق بين أعراض الرجال والنساء كخطوة ضرورية نحو تشخيص صحيح، فزيادة الوعي المجتمعي بهذه الحالة لا تساعد فقط في تخفيف المعاناة بل تفتح باب العلاج والدعم النفسي الملائم لتحسين جودة الحياة.
