تسعى الأم جاهدة إلى تجهيز اللانش بوكس لطفلها قبل المدرسة، بدافع الحب والرغبة في تقديم وجبة شهية ومغذية. لكن المفارقة أن ما نضعه أحيانًا في هذا الصندوق الصغير قد يكون مليئًا بالدهون والسكر والمواد الحافظة التي تضر أكثر مما تنفع.
الوجبات الجاهزة قنابل صامتة في حقيبة الطفل
يظن كثير من الأهل أن النقانق، أو اللانشون، أو الجبن المطبوخ السريع خيار مناسب وسهل التحضير. لكن هذه الأطعمة تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم والدهون المشبعة والمواد الحافظة، وبعضها يحتوي أيضًا على ألوان ونكهات صناعية تؤثر سلبًا على تركيز الطفل وسلوكه.
تشير دراسات التغذية الحديثة إلى أن الإفراط في تناول اللحوم المصنعة قد يؤدي إلى زيادة خطر السمنة وارتفاع ضغط الدم مبكرًا، إضافة إلى تأثيرها على نمو العظام والمناعة.
تظهر الشوكولاتة والبسكويت والعصائر المعبأة كقنابل من السكر. أحيانًا تحتوي علبة العصير الصغيرة على ما يعادل ست إلى ثمانية ملاعق سكر، بينما ترفع القطع المحلاة من الشوكولاتة والبسكويت مستوى السكر في الدم بسرعة، ما يمنح الطفل طاقة مؤقتة ثم يتبعها خمول وإرهاق.
تُعتبر الجبن المصنّع والخبز الأبيض من أكثر الأطعمة انتشارًا في اللانش بوكس. لكنها تفتقر إلى القيمة الغذائية بسبب الاعتماد على دقيق مكرر ودهون نباتية مهدرجة وتفتقر إلى الألياف والفيتامينات. النتيجة شعور سريع بالجوع، وزيادة في الوزن، وإدمان على الأطعمة الخفيفة غير المفيدة.
استبدليها بخبز الحبوب الكاملة وجبنًا طبيعيًا خاليًا من الإضافات، وأضيفِي قطع فواكه طازجة أو مجففة بدون سكر مضاف، ومكعبات جبن طبيعي مع خيار أو طماطم صغيرة، وزجاجة ماء أو عصير طبيعي محضر في المنزل بدل العصائر المعبأة.
دور الأم في تشكيل وعي الطفل الغذائي
يؤثر اختيار الأهل للأطعمة الصحية على قدرة الطفل على التركيز ونموه ونشاطه. يتعلم من خلال رؤية والديه وهما يختاران طعامين صحيين، فيسعى إلى تقليد ذلك في اختياراته اليومية. احكي له بلغة بسيطة عن فائدة كل صنف وكيف يساعده في أن يكون قويًا ونشيطًا وذكيًا.
اركز أسلوبك على الحوار المستمر وبناء عادات عملية، فالموضوع ليس مجرد تغذية بل تربية على الوعي والمسؤولية الصحية منذ الصغر.
