يبدأ الكثيرون بتناول المشروبات الغازية والسكرية كمتعة يومية، غير أن كثيرين لا يفكرون في آثارها الخفية على الصحة، فإلى جانب زيادة الوزن قد ترتبط هذه المشروبات بمخاطر متعلقة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
وقد أشارت ملاحظات بحثية إلى أن استهلاك المشروبات السكرية أو المحلاة صناعيًا بانتظام قد يرتبط بتغيرات في المزاج وخطر الاكتئاب، وخاصة بين النساء، حيث تكون احتمالية التطور أو ارتفاع حدة أعراض الاكتئاب أعلى مع مرور الوقت مقارنة بمن يقللون من استهلاكها. وتظهر هذه النتائج فروق بين الجنسين وتلمّح إلى وجود عوامل بيولوجية تتحكم في كيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية.
تشير آليات محتملة إلى أن استهلاك المشروبات الغازية قد يغير توازن ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجموع البكتيريا المفيدة التي تلعب دورًا في الهضم والمناعة ووظائف الدماغ، وقد يسبب اختلال هذا التوازن التهابات خفيفة واضطرابات في إنتاج النواقل العصبية الأساسية للمزاج.
وتزداد الصورة تعقيدًا مع وجود إضافات مثل المحليات والمواد الحافظة التي يمكن أن ترفع احتمالية اضطراب ميكروبيوم الأمعاء وتؤثر على الدماغ من خلال قنوات الالتهاب والتفاعل العصبي، وهو ما يجعل تقليل استهلاك هذه المشروبات خيارًا ذكيًا للحفاظ على الصحة النفسية والبدنية، خاصةً لدى النساء اللواتي قد تتأثر استجاباتهن للتغيرات الهرمونية خلال فترات مختلفة من الحياة.
كيف تؤثر المشروبات الغازية السكرية على الأمعاء والدماغ؟
لا تقتصر آثارها على السعرات الحرارية الفارغة فحسب، بل تتضمن محليات صناعية ومواد حافظة وإضافات قد تزعزع توازن ميكروبيوم الأمعاء، وهي مجموعة البكتيريا التي تلعب دورًا حيويًا في الهضم والدعم المناعي وتنظيم وظائف الدماغ، مما قد ينعكس سلبًا على إنتاج النواقل العصبية الضرورية للمزاج والتوازن النفسي.
وتظهر الأبحاث أن التغيرات في استجابة الجهاز المناعي ووظائف الدماغ قد تكون أكثر وضوحًا لدى النساء بسبب التقلبات الهرمونية، ما يجعل تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية فيهن أكثر حساسية، وفي إطار ذلك قد ترتبط اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء بمخاطر اكتئاب أعلى.
نصائح عملية للحد من خطر الاكتئاب المرتبط بالمشروبات السكرية
ابدأ بتقليل استهلاك المشروبات الغازية والسكرية كخطوة فورية نحو تحسين الصحة العقلية والجسدية، واستبدلها بالماء أو مشروبات عشبية أو مياه فوار بنكهة طبيعية بلا سكر مضاف.
اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضروات والألياف والأطعمة الكاملة، مع تعزيز صحة الأمعاء عبر إدراج البروبيوتيك والبريبايوتيك للحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي.
احرص على إدارة التوتر من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وممارسة الهوايات، وتطبيق تقنيات اليقظة الذهنية، أو طلب الدعم المهني عند الحاجة، فهذه العادات تساهم في دعم المزاج والصحة العامة.
ادمج خيارات غذائية صحية مع عادات نمط حياة تدعم صحة الأمعاء والدماغ، وتذكر أن العلاقة بين المشروبات السكرية والاكتئاب ملاحظة وليست سببية مؤكدة دائماً، لذا فإن تحسين النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن أن يقلل المخاطر وينعكس إيجابًا على الصحة العامة.



