دور ميكروبيوم الأمعاء في الصحة والسكري
تشكّل ملايين البكتيريا والفيروسات والفطريات والكائنات الدقيقة في الأمعاء ميكروبيوم الأمعاء، وهو يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الهضم والمناعة والصحة العامة. يزوّد هذا الميكروبيوم الأمعاء بالعناصر الغذائية ويحدد مسار عمليات الأيض داخلها، كما يؤثر في طريقة امتصاص الطاقة وتوزيعها. بين إمكانه دعم وظائف الجهاز الهضمي وتحفيز الاستجابات المناعية، وبين احتمال تحوله إلى عامل يسهّل ظهور بعض الاضطرابات إذا اختل تعامله، يتضح أن صحة الأمعاء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة.
العلاقة بين صحة الأمعاء وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
تبرز صلة ميكروبيوم الأمعاء بتطور الأمراض المزمنة، ومنها داء السكري من النوع الثاني، إذ توجد سلالات من البكتيريا والفيروسات المعوية يمكن أن تؤثر في تنظيم مستويات السكر في الدم وحساسية الأنسولين والالتهاب، وهي عوامل رئيسية في السيطرة على الداء. وجود ميكروبيوم معوي متوازن ومتنوع من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة والبروبيوتيك يمكن أن يقلل المخاطر، ويدعم الصحة على المدى الطويل عبر تحسين الهضم وتعزيز المناعة.
أثر أنواع البكتيريا والعاثيات على الميكروبيوم
تشير دراسات عالمية إلى أن بعض أنواع البكتيريا والفيروسات المعوية ترتبط بتغيرات في استقلاب الجسم للطعام، ما يؤثر في خطر الإصابة بالسكري. فعلى سبيل المثال، توجد سلالة بريفوتيلا كوبري التي تنتج أحماضًا أمينية متفرعة السلسلة وتكون أكثر وجودًا لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ويرتبط ارتفاع مستويات هذه الأحماض مع السمنة ومقاومة الأنسولين. كما أن العاثيات، وهي فيروسات تصيب البكتيريا، قد تغير وظائف هذه الميكروبات، وتظهر أدلة أن ميكروبيوم الأمعاء قد يظهر قبل الإصابة بالسكري، ما يجعل الميكروبيوم مؤشرًا تحذيريًا محتملاً.
الأطعمة التي تقوي ميكروبيوم الأمعاء وتقلل الخطر
يمكن أن يساهم دمج بعض الأطعمة في النظام الغذائي في تعزيز ميكروبيوم الأمعاء الصحي، ما قد يقلل من مخاطر داء السكري من النوع الثاني. اختر الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضراوات، والأطعمة المخمرة كالزبادي والملفوف المخلل، والأطعمة الغنية بالبوليفينولات مثل التوت والمكسرات والبذور وزيت الزيتون، إضافة إلى أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين.
الأطعمة التي تضر ميكروبيوم الأمعاء وتزيد الخطر
وقد تؤدي بعض عادات الأكل إلى الإضرار بميكروبيوم الأمعاء وزيادة مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، ومن أمثلة ذلك الأنظمة عالية الدهون المشبعة، والأطعمة المعالجة بشكل مفرط التي تحتوي على سكريات مضافة والمواد الكيميائية، والأنظمة منخفضة الألياف التي تقيد نمو البكتيريا المفيدة وتضعف تحمل الجلوكوز.
عادات نمط الحياة لدعم صحة الأمعاء
هناك عادات يمكن اعتمادها للحفاظ على ميكروبيوم صحي وتقليل مخاطر السكري بشكل غير مباشر. تتضمن التوازن الغذائي بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، واستخدام البروبيوتيك والأطعمة المخمرة لزيادة البكتيريا المفيدة، وممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز التنوع الميكروبي وتوازن الدهون والكوليسترول. كما يجب تجنب المضادات الحيوية بشكل غير ضروري لأنها قد تسبب اختلالًا في توازن البكتيريا المعوية.



