حثّ الإمام السديس المسلمين على تقوى الله عز وجل، والحذر من اقتراف الشرور والأكدار، والسعي لكل صلاح وإعمار.
أوضح أن هذا العصر يعج بالصراعات المادية والاجتماعية، والظواهر السلوكية والأخلاقية، والمفاهيم المنكوسة حيال الشريعة الربانية، وأن الرجوع إلى هدايات القرآن وآدابه واجب، ففيه حقائق التربية الفاضلة وأُسس المدنية الخالدة، ولذلك كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة موعظة الناس بالقرآن، بل كان كثيراً ما يخطب الناس به.
منزلة سورة الفاتحة ومكانتها
اشتملت سورة الفاتحة على أم المطالب العالية، فلا يقوم غيرها مقامها، ولا يسدّ مسدها، ولذلك لم ينزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها، جمعت أصول القرآن ومعاقد التوحيد ومجامع الدعاء، وهي رقية فيها الشفاء، واشتمالها على التوحيد وأصول الدين وقواعده ومقاصده، والحمد والثناء والدعاء، وتعلمنا هذه السورة الدعاء والثناء والتوسل والعبودية والولاء والبراء، كما اشتملت على آداب الطلب وثبوت أوصاف الكمال والجلال والعبودية والاستعانة بالله رب العالمين وحده لا شريك له.
وأشار إلى ضرورة تأمل هدايات كتاب الله ومقاصده في عصر تكثر فيه الفتن وتتنكّب فيه بعضهم صراط الله المستقيم بموجات تشكيك وإلحاد، وضروب إشراك وبدع ومحدثات، ونيل من مقام الأنبياء والرسل، وتوسيع هوة الخلافات، مع الإشارة إلى فقدان الأمة لكثير من علمائها الربانيين وفقهائها الراسخين، سائلاً الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، ويجعلنا من أهل “إياك نعبد وإياك نستعين”، ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين.
وبيّن أن التربية على هدى القرآن قولاً واعتقاداً وعملاً وانقياداً علمياً وأخلاقياً واجتماعياً هي الملاك الحافظ للهوية الإسلامية والحصن المكين من تسلل الأفكار الضالة، وبها تعز الأمة وترقى وتبلغ المجد الأسمى، مؤكدًا أن هذه الحاجة ماسة في هذه الحقبة التي تعصف بها الفتن وتقع فيها الشبهات والجرأة على الدين.
وأكّد أن الواجب علينا أن نستقي من معين القرآن الكريم ونرتوي منه لنحقق سعادة الدنيا والآخرة، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على صراطه المستقيم، وأن يجعلنا من أهل الإخلاص والعبودية والإنابة، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر.
سأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم ويجعلنا من أهل “إياك نعبد وإياك نستعين” ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين، إنه جواد كريم.



