أظهرت دراسة أُجريت تحت إشراف باحثين من معهد هيندا وآرثر ماركوس لأبحاث الشيخوخة أن تصلب الشرايين يؤثر بشكل أقوى على ألياف الأعصاب الدماغية لدى كبار السن غير المصابين بضعف إدراكي، ما قد يؤدي إلى تراجع مبكر للذاكرة لديهم.
شملت الدراسة 570 شخصاً مسناً سليماً إدراكيًا، ونشرت نتائجها في مجلة Alzheimer’s & Dementia. فحص الباحثون مستويات سلسلة الألياف العصبية الخفيفة في البلازما، وهو مؤشر حيوي يعكس تلف الألياف العصبية في الدماغ، وتزداد مستويات هذا المؤشر مع التقدم في العمر، وتشير الارتفاعات المرتبطة بالتوقع إلى تسارع شيخوخة الدماغ وزيادة خطر التدهور المعرفي. كما قيس تصلب الشرايين باستخدام سرعة موجة النبض السباتي-الفخذي، وهو مقياس لمدى قدرة الشرايين على امتصاص قوة نبض القلب؛ فضعفها يزيد الضغط على الدماغ مع مرور الوقت.
أظهرت النتائج أن تصلب الشرايين الشديد ارتبط بانخفاض الأداء في مجالات محددة من التفكير، بما في ذلك الذاكرة العرضية الخاصة باسترجاع الأحداث الماضية، والذاكرة العاملة التي تحفظ المعلومات وتعيد معالجتها، وكذلك سرعة معالجة الدماغ للمعلومات.
ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين بلغ تصلب شرايينهم الأعلى أظهروا تدهوراً ملحوظاً في وظائف الذاكرة، ما يشير إلى أن تصلب الشرايين قد يعزز من آثار تلف ألياف العصبية على الإدراك.
الوقاية من خطر تراجع الذاكرة المرتبط بصحة الشرايين
قال الدكتور لويس أ. ليبسيتز، مدير المعهد، إن النتائج تدل على أن شيخوخة الدماغ لا ترتبط بتلف ألياف العصبية وحده بل أيضاً بصحة الأوعية الدموية التي تدعم الدماغ. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع الجزم بأن تقليل تصلب الشرايين سيعكس أو يوقف التدهور المعرفي، إلا أن النتائج تشير إلى أن حماية صحة الأوعية الدموية من خلال علاج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وعوامل الخطر الوعائية الأخرى قد تكون أساساً للحفاظ على الذاكرة مع تقدم العمر.
