يُوضح هذا المحتوى أن التهاب المفاصل وهشاشة العظام حالتان تؤثران على المفاصل وتسبّبان الألم والتقيّد الحركي، وغالباً ما يخلطهما الناس رغم أن لكل منهما خصائصه وآليات مرضية مختلفة.
أنواع التهاب المفاصل
هشاشة العظام هي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، لكنها ليست الوحيدة فهناك أنواع أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم أنسجة الجسم السليمة خاصة بطانات المفاصل، وقد يؤثر أحياناً على أعضاء الجسم كالجلد والقلب والرئتين والكلى، ولا يزال سبب الإصابة غير معروف تماماً ولكنه يزداد بين أفراد العائلة وتثبته عوامل جينية محددة.
التهاب المفاصل الروماتويدي يعتبر أيضاً مرضاً مناعياً ذاتياً يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم ويؤثر بشكل رئيسي على بطانة المفاصل، كما قد يمتد إلى الجلد والقلب والرئتين والكلى، وتكثر عوامل الخطر الوراثية وتحتاج إلى متابعة طبية مستمرة لعلاج التحكم في المرض وتخفيف أعراضه.
التهاب المفاصل الصدفي هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجلد والمفاصل عند المصابين بالصدفية، ما يسبب التهاباً في المفاصل مع ظهور أعراض جلدية مميزة مرتبطة بالصدفية.
النقرس هو نوع من التهاب المفاصل الالتهابي ينتج عن وجود بلّرات حمض اليوريك في المفصل، غالباً ما يصيب إصبع القدم الكبير أو مناطق أخرى من القدم، ويمكن أن يصيب مفاصل أخرى مثل الكاحلين والمصابين بالمفاصل المتعددة.
الفرق بين التهاب المفاصل وهشاشة العظام
يبدأ التهاب المفاصل عندما يعجز الغضروف الذي يبطّن نهايات العظام عن أداء وظيفته بشكل صحيح بسبب التآكل أو الالتهاب، فمع ضعف وسادته الطبيعية يتورم المفصل وتتعطل حركته، وهذا التأثير يختلف باختلاف المفصل المصاب فيصعب المشي أو فتح الأشياء اليومية.
أما هشاشة العظام فتصنف إلى أولية وثانوية؛ فالأولى تنشأ تدريجياً مع مرور الزمن نتيجة تآكل المفاصل وتلف الغضاريف، بينما تحدث الثانوية كنتيجة لحالة طبية أخرى مثل عدوى أو مرض آخر كالتهاب المفاصل الروماتويدي أو إصابة سابقة، وتؤدي إلى تكون نتوءات عظمية واحتكاك بين العظام في المفاصل وتزداد آلامها مع الحركة.
هشاشة العظام
تؤدي العوامل الوراثية دوراً في نسبة من حالات هشاشة العظام، فهناك استعداد جيني يساهم في تطورها، وتزداد المخاطر لدى النساء بعد سن الخمسين مع انقطاع الطمث، كما أن مهن تتطلب حركات متكررة وتعرضاً للمفاصل قد تساهم في تهيّج المفاصل وتلف الغضاريف، إضافة إلى أن الوزن الزائد يضغط على مفاصل الحمل والوركين والركبتين.
الأعراض الرئيسية لهشاشة العظام هي الألم والتيبس في المفاصل المصابة، وتزداد مع ممارسة نشاط بدني أو يوم عمل طويل، وقد تصبح المفاصل متيبسة بعد الراحة لكن التحرك يساعد في تخفيف التيبس، وتتركز أبرز المفاصل المتأثرة في الركبتين والوركين والعمود الفقري مع انتشار في مفاصل الكتفين واليدين والأصابع والقدمين، كما يمكن أن يرافق ذلك انخفاض في مدى الحركة وفقدان للمرونة ووجود طقطقة وأصوات أثناء الحركة، إضافة إلى وجود نتوءات عظمية ثم ظهور كتلات في نهايات المفاصل مع تقدم المرض وتزايد الألم والتورم المحيط بها.
علاج هشاشة العظام
لا يوجد علاج نهائي لهاشاشة العظام في الآن نفسه، لكن يمكن أن يقلل العلاج من احتمال تلف المفاصل وتقليل الألم والتورم وتخفيف الاحتكاك والتآكل، ويعتمد ذلك على شدة الأعراض والمفاصل المصابة ويهدف إلى تحسين نوعية الحياة وتقليل الحاجة إلى التدخل الجراحي.
الوقاية من هشاشة العظام
يمكن تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام من خلال تبني نمط حياة صحي وتجنب الإصابات، وذلك بمراقبة وتعديل الوزن إذا كان زائداً وبالتنسيق مع الطبيب للوصول إلى وزن صحي، كما يساعد ضبط مستوى السكر في الدم في الحد من المخاطر المرتبطة بارتفاعه، ويُوصي بأن يمارس الشخص نشاطاً بدنيّاً يومياً لا يقل عن ثلاثين دقيقة، والحرص على حماية المفاصل من الإصابات وتجنب الأنشطة التي تزيد الضغط على المفاصل المصابة، بالإضافة إلى تطبيق وضعيات صحيحة عند رفع الأشياء واستخدام الوسائل الآمنة للحركة، كما يجب الانتباه إلى الألم وراحة المفاصل المصابة عند الحاجة واستخدام كمادات الثلج لتخفيف الألم والتواصل مع الطبيب عند استمرار الألم أو تكراره بعد الأنشطة المختلفة.
