يصادف 23 أكتوبر اليوم العالمي للروماتيزم ليُسلِّط الضوء على حالة مرضية مستمرة تُسبب ألمًا وتورمًا وتهيّجًا في المفاصل، وقد تمتد آثارها إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الجلد والعينين والرئتين والقلب والأوعية الدموية.
يحدث الروماتزم عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، ما يجعلها حالة مناعية ذاتية.
يختلف الروماتزم عن الالتهاب المفصلي العظمي، فبينما يصيب الالتهاب المفصلي العظمي المفاصل نتيجة الإجهاد والاستخدام، يهاجم الروماتيزم بطانة المفاصل فيؤدي إلى تآكل العظام الموجودة تحتها وتورّمًا مؤلمًا قد يسبب تشوهًا في المفاصل مع مرور الوقت.
يمكن أن يُسبب الروماتزم أيضًا ضررًا في أجزاء أخرى من الجسم، وعلى الرغم من أن الأدوية الحديثة قد حسّنت خيارات العلاج بشكل كبير، يبقى الالتهاب المفصلي الروماتويدي قادرًا على إحداث ضرر طويل الأمد وزيادة مخاطر أمراض القلب.
الفرق بين الروماتيزم والتهاب المفاصل العظمي
يُلاحظ أن الروماتيزم يهاجم بطانة المفاصل ويؤثر في النظام المناعي، بينما يسبّب التهاب المفاصل العظمي تلفًا في المفاصل نتيجة الإفراط في الاستخدام والجهد، لذا يختلف نمط الإصابة وآثارها على المفاصل من حالة لأخرى.
أعراض الروماتزم
تشمل الأعراض ألمًا في المفاصل وتدفّؤها وتورّمها، وغالبًا ما يزداد التيبّس في الصباح وبعد فترات من inactivity، وقد يستمر لمدة 45 دقيقة أو أكثر. يصاحب ذلك الإرهاق والحمّى وفقدان الشهية. عادةً يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي بإصابة عدد قليل من المفاصل، غالبًا المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين. مع تفاقم المرض، قد ينتشر الألم إلى مزيد من المفاصل مثل الرسغين والمرفقين والوركين والركبتين والكاحلين، وتكون الأعراض عادة في نفس المفاصل على جانبي الجسم. بجانب ذلك، قد يعاني المصابون من أعراض في مناطق غير المفاصل مثل الجلد والعينين والرئتين والقلب والأنسجة العصبية والدم. تتفاوت شدة الأعراض وتظهر وتختفي، وتتميز المسيرة بفترات من انخفاض التورّم والألم تُسمّى هدأة المرض، تليها فترات من ارتفاع نشاط المرض تُعرف بنوبات الاحتدام. مع مرور الوقت قد يسبب الروماتزم تشوّهًا في المفاصل وتغيرًا في مكانها، ما قد يعوق استخدامها في أداء الأنشطة اليومية في المنزل والعمل.
أسباب الروماتزم
لا يعرف الخبراء سبب التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة المفاصل السليمة بشكل غير صحيح.
من المرجّح أن السبب مزيج من التغيرات الوراثية والعوامل البيئية خارجية، وقد تلعب الهرمونات دورًا في ذلك. كما يمكن أن تؤدي العدوى بعدوى فيروسية محددة إلى الإصابة بالمرض لدى الأشخاص المستعدين جينيًا لذلك.
