ابتكر المصمم أحمد الصاعدي خريطة ذهنية تعكس ما يدور في عقولنا وتحوّله إلى شيء ملموس يراه الجمهور في نسيج فستان، ليكون العمل التجريبي جسراً بين التفكير والواقع.
خريج كلية الهندسة بدأ مساره في تصميم الأزياء منذ عام 2012، فجمع بين التقنية والخيال ليصنع تصاميم جاهزة تحمل تفاصيل وقضايا تعكس حالات نفسية مختلفة وتنتقل بها من مجرد فكرة إلى قطعة ترتديها الشخصيات على المنصات والاحتفالات.
تصاميمه غالباً ما تحوي رسالة عن فكر أو أزمة وتعبّر عن مشاعر مثل الحزن والاكتئاب والسعادة والفخر، فيسعى إلى تصوير هذه المشاعر من خلال كولكشنات متعددة تميّزها تفاصيل دقيقة وتوازن بين الحداثة واللمسة الإنسانية.
يؤكد الصاعدي أنه يستطيع تحويل ما يدور في عقل الشخص إلى تصميم خاص به، عبر إشاعة فكرة من المخ وتطويعها إلى شكل فني يلامس الجسد ويثير التفكير، وفي كل قطعة يهدف إلى أن تكون رسالة ملهمة لمن يراها.
فكرة الخريطة الذهنية كجسد فني
عند تطبيق الفكرة على الواقع، وضعت الفنانة سارة عبد الرحمن فستاناً يعبر عن كيف يمكن للأفكار أن تغيّر حياتنا، حيث اعتمد التصميم على مسح مصوّر للمخ يُظهر ألواناً تمثل حالات ذهنية مختلفة، من شخص يعاني الاكتئاب إلى آخر ذا مخ عادي، فكان المخ المصوَّر مصدر الإلهام لعلاقة الفكرة واللباس.
تَركّب الفستان من خامة الدانتيل الناعم وهو مطريز يدوياً، وبلغت ساعات العمل عليه أكثر من 400 ساعة، ما يعكس جهداً وحباً للموثوقية والتفاصيل، كما ارتبطت قصته بسردٍ بصري يشرح كيف يمكن لأفكارنا أن تتحول إلى واقع ملموس.
قالت سارة عبد الرحمن إن التصميم يعبر عن فكرة أن أفكارنا قد تغيّر حياتنا، وأن الصورة المصوّرة للمخ تعكس تنوع العوالم الذهنية التي يعيشها البشر، ما يجعل الفستان قطعة حية تحمل حكاية من أفكار وتوترات ومشاعر مختلفة تتحول إلى واقع جميل وجريء على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة.
تصميم فستان سارة عبد الرحمن يمثل رسالة الفنان حول إمكانية تحويل الخيال إلى واقع، وأن الخريطة الذهنية يمكن أن تصبح خريطة للافتتان بالجمال والإبداع من خلال حرفة اليد وتفاصيل الدانتيل وعمق المعنى المصوِّر في كل تفصيلة.
