شدد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لدعم إدارة الموارد المائية ومشروعات المياه والبنى التحتية في دول منظمة التعاون الإسلامي، والانتقال من مرحلة التخطيط والرؤى إلى تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تعزيز الأمن المائي والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء.
جهود التمويل والرؤية الدولية
أوضح خلال افتتاح أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر وزراء المنظمة المسؤولين عن المياه، تحت شعار «من الرؤية إلى التأثير» في جدة أمس، بمشاركة عدد من المتخصصين في شؤون المياه بالمنظمة.
أكّد أن تحقيق الأمن المائي ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وروافد صحة ورفاه الشعوب، مع الإشارة إلى أن النمو السكاني والاقتصادي وتغير المناخ يفرضون تحديات متزايدة بين الدول الأعضاء، أبرزها ارتفاع الطلب على المياه وتزايد الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية، إضافة إلى شح الموارد المائية؛ مما يستدعي رفع كفاءة استخدام المياه وتطوير البنية التحتية وتوفير التمويل اللازم لتعزيز إدارة الموارد المائية وخدماتها.
وثمن الفضلي الجهود التي يبذلها البنك الإسلامي للتنمية والمؤسسات المالية الأخرى لتمويل البنى التحتية والبرامج المائية، وتنفيذ رؤية المنظمة في مجال المياه الصادرة عام 2012، وما تحقق في مؤتمر القاهرة في دورته الرابعة عام 2018 من خطوات عملية لتفعيل آلياتها، إضافة إلى برنامج العمل لعام 2025 الذي اعتمده مؤتمر القمة الإسلامي الـ13 في إسطنبول، والذي رسم معالم التعاون في إدارة موارد المياه وتبادل الخبرات والمعرفة؛ لمواجهة التحديات التي تعترض دول المنظمة، وضمان الوصول إلى مياه شرب وخدمات صرف صحي آمنة للجميع.
منظمة عالمية للمياه وتبادل الخبرات الدولية
ونوّه بإعلان ولي العهد تأسيس المملكة منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض؛ لتكون منصة دولية رائدة تُسهم في حشد الجهود والمنظمات الدولية لمعالجة تحديات المياه من منظور تكاملي، داعياً جميع الدول للانضمام إلى هذه المنظمة لدعم جهودها في تحقيق مستقبل مائي آمن ومستدام.
المنتدى العالمي للمياه في الرياض 2027
الفضلي أكد أن المملكة تستضيف بالتعاون مع مجلس المياه العالمي الدورة الـ11 للمنتدى العالمي للمياه عام 2027 في الرياض، تحت شعار «العمل لغدٍ أفضل»، مشيراً إلى أن الاستضافة تأتي امتداداً لدورها في معالجة قضايا المياه في مختلف أنحاء العالم، وسعياً لوضع خطط إستراتيجية تضمن الأمن المائي، وتعزز الشراكات مع المؤسسات العالمية والعلمية، وتدعم بناء القدرات في مختلف المستويات، داعياً جميع الدول الأعضاء، والمؤسسات والمنظمات الدولية الشريكة، والقطاع الخاص، للمشاركة في إثراء أعمال المنتدى، والإسهام في صياغة رؤية مشتركة وخطوات عملية قابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات المائية.
شح المياه في غزة وفلسطين
الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس المكلف بمهمات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السفير سمير بكر، شدد في كلمته بالمؤتمر، على التزام المنظمة بتعزيز الجهود الجماعية في مجالات أمن المياه والإدارة المستدامة وبناء القدرة على التكيّف مع تغير المناخ بين الدول الأعضاء.
وأعرب عن تقديره لقيادة المملكة لدورها الريادي في تعزيز التعاون العالمي في مجال أمن المياه، مشيداً بإنشاء المنظمة العالمية للمياه (GWO) في الرياض، التي وضعت قضايا المياه في صميم جدول الأعمال العالمية، وأسهمت في تحفيز الابتكار والبحث وتطوير الحلول المستدامة.
وأكد أن شحّ المياه بلغ مرحلة حرجة في غزة خصوصاً وفلسطين عموماً، وتعرّضت البنية التحتية لدمار كبير، داعياً إلى تكثيف الجهود الإنسانية لضمان الوصول إلى مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي هناك.
