ذات صلة

اخبار متفرقة

من نسيان الوجوه إلى متلازمة رامزى هانت: أغرب أمراض مشاهير هوليود

ليدي جاجا تكافح ليدي جاجا مع اضطراب ثنائي القطب والفصام...

لن تصدق كيف يؤثر الجلوس لفترات طويلة على رئتك بهذا الشكل

يتسبب الجلوس الطويل في تقليل سعة الرئة إلى جانب...

من نسيان الوجوه إلى متلازمة رامزى هانت.. أغرب أمراض مشاهير هوليود

ليدي جاجا: اضطراب ثنائي القطب والفصام والتحديات النفسية تعاني ليدي...

الفقيه الحصيف.. رحلة عالم ربّاني من محراب العلم إلى «مفتي المملكة»

ولد الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان في بلدة الشماسية من منطقة القصيم عام 1935. عاش في بيئة يسودها الإيمان والبساطة، وفقد والده وهو صغير فكان القرآن أنيسه ومجالس المساجد منطلقه. حفظ كتاب الله على يد إمام مسجده في الشماسية، ثم واصل تعلمه في المدارس الحكومية، حتى التحق بالمعهد العلمي ببريدة عام 1373هـ كأحد أوائل طلابه. تخرّج في كلية الشريعة بالرياض عام 1381هـ، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتناولت أبحاثه قضايا دقيقة في الفقه كالمواريث وأحكام الأطعمة، ليثبت مبكراً قدرته على الجمع بين الدقة الأكاديمية وفقه الواقع.

خطوات في درب العلم

في بيئة يسودها الإيمان والبساطة، خطا الشيخ الفوزان أولى خطواته في درب العلم بعد أن فقد والده وهو صغير، فوجد في القرآن الكريم أنيساً وفي حلقات المساجد منطلقاً. وتعلم حفظ القرآن على يد إمام مسجده في الشماسية، ثم واصل تعليمه في المدارس الحكومية، حتى التحق بالمعهد العلمي ببريدة عام 1373هـ كأحد أوائل طلابه. وتخرّج في كلية الشريعة بالرياض عام 1381هـ، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتناولت أبحاثه قضايا دقيقة في الفقه كالمواريث وأحكام الأطعمة، ليثبت مبكراً قدرته على الجمع بين الدقة الأكاديمية وفقه الواقع.

مع كبار العلماء

تكوّنت شخصية الشيخ الفوزان العلمية على يد نخبة من أعلام الأمة في القرن الماضي، فقد تتلمذ على الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ عبد الرزاق عفيفي. ومن منابرهم نهل علماً ومنهجاً، حتى غدا هو نفسه معلماً لجيل من الدعاة والعلماء الذين تخرّجوا على يديه في الجامعات والمحافل العلمية، ناقلين إرثه في التوازن والوسطية.

ثقة الدولة وعلوّ المنزلة

تولى الشيخ الفوزان خلال مسيرته عدداً من المناصب التي عكست مكانته في الساحة الدينية والعلمية، فكان عضواً في هيئة كبار العلماء، وعضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء منذ عام 1992، ومديراً للمركز العالي للقضاء، وأستاذاً في كلية الشريعة وكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إضافة إلى إمامته وخطابته في جامع الأمير متعب بن عبدالعزيز بالرياض. وفي كل هذه المناصب ظل نموذجاً للعالم الذي يجمع بين عمق الفقه والالتزام المؤسسي، وبين صرامة الدليل وبساطة الصدر.

مؤلفات راسخة وأثر باقٍ

لم يكن الشيخ الفوزان مجرد خطيب أو أستاذ فحسب، بل كان أحد أبرز المؤلفين في الفقه والعقيدة في العصر الحديث. من مؤلفاته: «الملخص الفقهي» بأسلوب ميسّر لطلاب العلم، و«عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها»، و«إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد»، و«شرح العقيدة الواسطية»، و«شرح مسائل الجاهلية». كما عُرف بمشاركاته المستمرة في برنامج «نور على الدرب» بإذاعة القرآن الكريم، فصار صوته مرجعاً للملايين من المستفتين، جامعاً بين الحكمة في الفتوى والوضوح في البيان.

العالِم الذي جمع العلم بالحكمة

يمثّل الشيخ الفوزان اليوم نموذجاً للعالِم الذي حمل الرسالة الشرعية بأمانة، وحافظ على منهج السلف مع انفتاح على قضايا العصر. فجمع بين الوقار والعلم، وبين الحزم والاعتدال، ليكون مرجعاً دينياً موثوقاً ليس في المملكة فحسب، بل في العالم الإسلامي بأسره. بتولّيه منصب مفتي المملكة، تتجدد مسيرة من العلم والعمل، يؤكد من خلالها أن عطاء العلماء الحقيقيين ممتد ليورّث الأمة نوراً باقياً إلى الأبد.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على