ابتكار يغير مقاييس تحديد المواقع في الساعات الذكية
طوّر فريق بحث من جامعة أوتاجو النيوزيلندية بالتعاون مع جوجل والأكاديمية الصينية للعلوم تقنية جديدة تتيح للساعات الذكية تحديد الموقع بدقة تصل إلى ثمانية سنتيمترات، دون الحاجة إلى إضافة أية مكونات جديدة للجهاز.
تعتمد الخوارزمية الجديدة على دمج بيانات من أنظمة الملاحة العالمية المختلفة وتحليلها عبر تطبيق GnssLogger التابع لجوجل، ما يسمح للساعة بتحديد الموقع بدقة عالية.
أظهرت التجارب العملية أن ساعة ذكية حدّدت موقعها بثبات ودقة لا تتجاوز ثمانية سنتيمترات لمدة أربع ساعات متواصلة، وهو إنجاز كان يتطلب سابقًا أجهزة ملاحية احترافية مكلفة.
عادةً ما تعاني ساعات ذكية من انحرافات طفيفة في تسجيل المسارات، مما ينعكس على دقة بيانات التتبع واللياقة والأنشطة البدنية.
أما التقنية الجديدة فتمكن المستخدمين من تتبّع الأنشطة بدقة عالية وتحديد المسارات بشكل شبه مثالي، إلى جانب تحسين ميزات الأمان مثل خاصية الاستغاثة SOS التي ترسل الموقع الصحيح في حالات الطوارئ.
ويؤكد الباحثون أن التطوير لا يعتمد على تغييرات في مكونات الأجهزة، بل على تحسين معالجة إشارات الأقمار الصناعية، خصوصًا إشارات Carrier Phase التي تقيس الإشارات بدقة أكبر مما هو متاح في الأجهزة التجارية الحالية.
وأوضح الأستاذ المشارك روبرت أودولينسكي أن هذا التطور يمثل بداية جديدة لقدرات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، مشيرًا إلى أن الوصول إلى هذا المستوى من الدقة كان يتطلب سابقًا أجهزة ملاحية احترافية باهظة الثمن.
رغم ما تحمله التقنية من آفاق واعدة، تواجهها بعض التحديات أبرزها زيادة استهلاك الطاقة الناتج عن معالجة البيانات المعقدة إضافة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في حال تطبيقها على نطاق واسع.
لكن في حال تبني شركات مثل جوجل وسامسونج لهذه الأبحاث في أجهزتها المستقبلية، فقد نشهد خلال السنوات المقبلة جيلًا جديدًا من الساعات الذكية يجمع بين الدقة الاحترافية وسهولة الاستخدام ويحول الساعة من أداة تتبّع لياقة إلى جهاز ملاحة متكامل يمكن الاعتماد عليه في مختلف المجالات.
