شكر وزير السياحة أمير منطقة المدينة المنورة على مشاركته ومبادرته القيّمة لإثراء المحتوى المحلي في مختلف القطاعات، ومنها السياحة، مؤكدًا أن انعقاد الورشة يعكس إدراك جميع الأطراف لأهمية القطاع السياحي وإمكاناته الكبيرة في التنمية. وأوضح أن بفضل دعم القيادة ورؤية السعودية 2030، تشهد المملكة نمواً غير مسبوق في أعداد الزوار الوافدين وإنفاقهم، إذ تحوّل القطاع السياحي إلى مساهم رئيس في التنوع والنمو الاقتصاديين، كما تجاوزت المملكة للعام الثاني على التوالي حاجز 100 مليون سائح، وبلغ عدد الزوار 116 مليوناً محلياً وخارجياً في 2024 مع نمو يتجاوز 6%، ومن هؤلاء نحو 30 مليون سائح وافد من الخارج بنسبة نمو تفوق 8%، بينما بلغ عدد السياح في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 90.7 مليون زائر بنمو 4% عن العام السابق.
المؤشرات العامة للنمو السياحي
أشار الوزير إلى أن المملكة تشهد نمواً غير مسبوق في أعداد الزوار وإنفاقهم، وبلغت أرقام 2024 نحو 116 مليون سائح محلياً وخارجياً بنمو يتجاوز 6%، ومن هؤلاء نحو 30 مليون سائح وافد من الخارج بنمو يزيد عن 8%. كما بلغ عدد السياح في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 90.7 مليون زائر بنمو 4% عن العام السابق.
إسهام المدينة المنورة ونمو السياحة فيها
وذكر أن المدينة المنورة جزء من هذا النمو، إذ بلغ عدد الزوار القادمين من الخارج إلى المنطقة خلال النصف الأول من 2025 نحو 6.7 مليون زائر بنمو 8% عن العام السابق، وأنفقوا 24.3 مليار ريال بنمو 21%. وفي السياحة المحلية، استقبلت المنطقة 3.7 مليون زائر محلي في النصف الأول من 2025 بنمو 4% وأنفقوا 4.6 مليار ريال بنمو 19%، ما يعكس تسارع النمو وفرصاً أمام الشركات المحلية وأبناء وبنات المنطقة للمساهمة في تطوير القطاع عبر محتوى محلي سعودي مبتكر.
دور الوزارة والمكتب في المدينة
وأبرزت المدينة المنورة كوجهة بارزة وتطوير البنية التحتية عبر دعم المستثمرين، إضافة إلى افتتاح مكتب الوزارة في المدينة لتعزيز التواصل وتسهيل الخدمات والمهام الرقابية، مع تمكين اللقاءات مع المستثمرين وتنفيذ الزيارات الميدانية والتفتيش ومراقبة الامتثال، إضافة إلى تمثيل الوزارة في المجالس واللجان المحلية.
دعم المشاريع والتمويل والجهود التنموية
وفي إطار دعم المشاريع، أشار إلى أن صندوق التنمية السياحي اعتمد تمويل 178 مشروعاً في منطقة المدينة المنورة ستضيف نحو 2,000 غرفة ضيافة باستثمارات تفوق 3.8 مليار ريال، بمساهمة الصندوق فيها أكثر من مليار ريال. من أبرز هذه المشاريع: ملتقى المدينة، وبوابة سمو، وتوسعة عاليات مول. كما يعمل الصندوق على تمكين 162 منشأة صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر بوسائل مختلفة، منها التمويل المباشر الذي تجاوزت قيمته 150 مليون ريال.
تنمية الموارد البشرية وتوطين الكوادر
ولفت النظر إلى أن وزارة السياحة حرصت منذ انطلاقتها على دعم الكوادر الوطنية عبر مبادرات متعددة تُمكّن أبناء وبنات الوطن من قيادة القطاع والارتقاء به، وإبراز قيم الضيافة والحفاوة السعودية الأصيلة. وتعاونت مع أرقى الجامعات العالمية لتقديم أكثر من 680 ألف فرصة تدريبية على مستوى المملكة منذ عام 2020 حتى منتصف 2025، منها 38 ألف فرصة تدريبية منذ 2022، استفاد منها نحو 14 ألف متدرب من أبناء وبنات منطقة المدينة المنورة. كما أن البرامج التدريبية المستمرة تهدف إلى تمكين الكوادر الوطنية من شغل الوظائف السياحية وافتتاح مشاريع مبتكرة ترفع نسبة المحتوى المحلي، فضلاً عن مبادرات التوطين ودعم الأجور ومبادرة «أجير مواسم السياحة».
ختام الورشة وآفاق التعاون
وفي ختام كلمته أعرب الوزير عن أمله في أن يكون هذا اللقاء منطلقاً لمزيد من الخطوات النوعية التي تعزز المحتوى المحلي من داعم للقطاع إلى محرّك رئيس لنموه المتسارع، متمنياً للمشاركين ورشة مثمرة تشكّل محطة فارقة لمنطقة المدينة المنورة وأبنائها، وتمكّنهم من قيادة قطاع سياحي مزدهر فيها. استعرضت الورشة مزايا المدينة المنورة التنافسية، التي تشمل مكانتها الدينية كوجهة أساسية لضيوف الرحمن وربطها بتاريخها مع السيرة النبوية، إضافة إلى موقعها الجغرافي الحيوي وسهولة الوصول عبر المنافذ الجوية والبحرية والطرق البرية ومحطة قطار الحرمين السريع، إضافة إلى خدمات منظومة النقل العام التي تسهل حركة الزوار داخل المدينة. كما تناولت الورشة القطاعات الثقافية المتنوعة في المنطقة، من المعارض والمتاحف والمكتبات وفنون الطهي والأزياء وفنون العمارة المحلية والحرف اليدوية التي تعكس هوية المدينة وموروثها الثقافي، إلى جانب التنوع البيئي والجغرافي والبرامج التعليمية التي تعزز مكانة المدينة كمركز تعليم ومعرفة. ناقش المشاركون ممكنات القطاع السياحي في المدينة المنورة، بما يشمل تطوير مرافق الإيواء والضيافة، وتعزيز شبكة النقل، وتنمية قطاع الأغذية والمشروبات، وإنشاء وجهات جديدة تسهم في إثراء تجربة الزوار، إضافة إلى إنشاء برامج أكاديمية متخصصة تُسهم في تنمية الكوادر الوطنية وتضمن استدامة القطاع الحيوي. كما استعرضت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة مسار العمل في مأسسة القطاع السياحي عبر إنشاء مكتب تنمية الوجهة كأحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات القطاع في المنطقة، حيث يعمل على رفع جاهزية المواقع السياحية والأثرية وتطوير العروض والخدمات المقدمة للزوار وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع أكثر من 60 جهة من القطاعين العام والخاص، بما يسهم في تفعيل التكامل المؤسسي وتوحيد الجهود التنموية. كما شاهد المشاركون فيلماً استعرض إنجازات تنمية القطاع السياحي، وتم خلال الورشة تحديد عدد من المبادرات التحولية ذات الأولوية تمهيداً لاعتمادها ضمن خطة تنفيذية ترفع جاهزية القطاع وتدعم مكانة المدينة كوجهة سياحية رائدة. وتُذكر أن ورشة تنمية المحتوى المحلي للقطاع السياحي شهدت عقد 6 حلقات عمل لمناقشة المبادرات التحولية وتطوير الأفكار والمقترحات واستعراض المبادرات التنموية في عدد من المحاور السياحية، وذلك في إطار جهود منظومة السياحة لتعزيز الشراكة مع الجهات ذات الصلة لتطوير القطاع السياحي في المنطقة.



