تعمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، على تثبيط إنزيمات كوكس-1 وكوكس-2، وهو ما يقلل الالتهاب ويخفف الألم. يوضح الخبراء أن كوكس-1 يحمي بطانة المعدة ويؤثر في وظائف الكلى ويشارك في التخثر الدموي، بينما كوكس-2 يشارك في الالتهاب. بالتالي، يمكن أن يساهم تثبيط كوكس-2 في تقليل مخاطر الالتهاب المرتبط بتطور السرطان، لكن الفائدة الشاملة تعتمد على النوع والظروف الصحية للمريض وتظل الحماية ليست مؤكدة دائماً.
كيف تعمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
تعمل هذه الأدوية من خلال الحد من نشاط كوكس-2 المسؤول عن إنتاج مواد كيميائية تعزز الالتهاب وتدعم نمو الخلايا السرطانية، وهذا يساعد في تقليل الالتهاب المرتبط بتطور السرطان. كما أن تثبيط كوكس-1 قد يسبب آثاراً جانبية في المعدة والكلى والتخثر الدموي، لذا يحرص الأطباء على موازنة المخاطر والفوائد وتحديد الجرعات وفترات الاستخدام وفقاً للحالة الصحية للمريض.
الإيبوبروفين وتخفيف خطر سرطان بطانة الرحم
تشير دراسات سابقة إلى أن استخدام الإيبوبروفين قد يساعد في تقليل خطر سرطان بطانة الرحم، وهو أكثر أنواع سرطان الرحم شيوعاً بعد سن اليأس. وتبين أن النساء اللواتي تناولن ما لا يقل عن 30 قرصاً من الإيبوبروفين شهرياً انخفض لديهن الخطر بنسبة تصل إلى نحو 25%. وتُظهر النتائج أن الحماية قد تكون أقوى لدى النساء المصابات بأمراض القلب. مع ذلك، لم يظهر الأسبرين نفس الارتباط الحاصل مع الإيبوبروفين. كما قد تكون لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى، مثل نابروكسين، أدواراً في الوقاية من سرطان القولون والمثانة والثدي، لكن الفعالية تعتمد على نوع السرطان والجينات والحالات الصحية الفردية.
تحذيرات وآثار جانبية
أظهرت الأبحاث أن الاستخدام الطويل أو الجرعات العالية من الإيبوبروفين قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة مثل قرحة المعدة ونزيف الجهاز الهضمي وتلف الكلى الدائم. كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية مشاكل قلبية، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، خصوصاً مع الاستخدام المطول أو في وجود عوامل خطر. تتفاعل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مع أدوية أخرى مثل الوارفارين وبعض مضادات الاكتئاب، الأمر الذي قد يزيد من خطر النزيف ومضاعفات أخرى. لذا يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب وتجنب تناولها على معدة فارغة وبجرعات تفوق ما يوصي به الطبيب.
