أثر مكان إقامة الطفل وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
أظهرت دراسة حديثة أن مكان إقامة الطفل يؤثر في نشاطه البدني وبالتالي في احتمال إصابته بالسكري من النوع الثاني، مع فروقات بين العيش في المدن والمناطق الريفية.
ركز الباحثون على بيانات المسح الوطني لصحة الأطفال للفترة 2016-2020، وتناولوا فئة الولادة حتى الخامسة من العمر، وهي فئة ديموغرافية نادرة التناول في أبحاث السكري.
حللت الدراسة البيانات الصحية لنحو 174 ألف طفل على مستوى البلاد، من بينهم نحو 50 ألف طفل في مرحلة الطفولة المبكرة، بهدف فهم كيف تؤثر التجارب الحياتية المبكرة وبيئاتها على الخطر.
وجدت النتائج أن معدل انتشار السكري من النوع الثاني بين الأطفال دون الخامسة يظل منخفضاً إلى حد ما خلال فترة الخمس سنوات، لكن التطور الفعلي للمرض يبدو مرتبطاً بعوامل اجتماعية وبيئية أكثر من السلوكيات الفردية.
أظهر وجود مكتبة قريبة في الحي ارتباطاً بتشخيص السكري لدى الأطفال في عامي 2016 و2020، ويُعتقد أن ذلك يعكس أنماطاً سلوكية أوسع تشجع النشاطات الداخلية وتقلل من التفاعل البدني في الهواء الطلق، وتكون البيئات القريبة من المكتبات غالباً أكثر حضرية مقارنة بمناطق ذات مساحات خضراء.
أظهرت الأبحاث أن البيئات المجاورة مثل الأرصفة والحدائق والمساحات الخضراء يمكن أن تؤثر مباشرة على قدرة الطفل على الانخراط في النشاط البدني، وبالتالي على خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري.
الوقاية من السكري لدى الأطفال
تؤكد الوقاية أن السمنة هي العامل الخطر الأقوى لمرض السكري من النوع الثاني بين الأطفال، فالأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة للإصابة أربع مرات مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي.
يُعد تقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر أحد أهم خطوات الوقاية، خاصة وأن ما يقرب من 70% من الأطفال بين سنتين وخمس سنوات يستهلكون هذه المشروبات يومياً، وهو ما يعزز مخاطر السمنة والسكري، مع ضرورة زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة.
تشير الإحصاءات إلى أن زيادة الوزن تترافق مع ارتفاع مخاطر المرض، وتؤكد الحاجة إلى حمية متوازنة ونشاط بدني منتظم منذ الطفولة المبكرة.
يلفت الانتباه إلى أن مرض السكري من النوع الثاني يتزايد بين الأطفال والمراهقين بشكل مقلق، فبعد أن بلغت نسبة الإصابة بين الشباب 1-2% ارتفعت إلى نحو 24-45%، مع الإشارة إلى أن متوسط عمر التشخيص يقارب 13 عاماً.
