أعلنت شركة OpenAI أنها تخطط للسماح لروبوت الدردشة بإنتاج محتوى جنسي اعتبارًا من ديسمبر، مع قصر هذه الميزة على المستخدمين البالغين المحققين من هويتهم فقط، ضمن مبدأ “عامل الكبار كبالغين”.
يقول خبراء إن هذا التطور قد يقتصر في التطبيق على النصوص المكتوبة دون إنتاج صور أو مقاطع فيديو صريحة، ما يجعل ChatGPT أول روبوت دردشة رئيسي يدخل مجال المحتوى الجنسي الرقمي، في حين ترفض نماذج أخرى واسعة الانتشار مثل Perplexity وClaude وGemini من Google خوض التجربة حاليًا. كما أشارت Perplexity في ردها لفرانس 24 إلى أن المسألة ليست مسموحة بشكل عام، ولكن من الممكن تناولها من منظور تربوي أو نفسي.
المحتوى الجنسي في الذكاء الاصطناعي ليس محصورًا في ChatGPT وحده، فهناك روبوتات دردشة تخصصية دخلت المجال، مثل النسخة المدفوعة من Replika التي تنشئ رفقاء اصطناعيين للمستخدمين. وفي آراء عدد من الخبراء الذين تواصلت معهم فرانس 24، هناك اتجاه سائد في وادي السيليكون بأن لكل مشكلة حلًا تقنيًا، مع ذكر أن مارك زوكربيرغ اقترح استخدام روبوتات دردشة عاطفية للمساعدة في مواجهة الوحدة. ويضيف سِڤِن نيهوهلم أن هناك قوتين تدفعان التطوير: التطبيقات العسكرية والمحتوى الإباحي، وبصفته رائد أعمال يبدو أن سام ألتمان قرر أن يكون أول من يخطو بهذا الطريق.
وتوضح عالمة الحاسوب البريطانية كيت ديفلين أن المسألة تبدو في جوهرها تسويقًا أكثر من كونها تقنية جديدة، وتلاحظ أن ألتمان يعرف كيف يقول ما يعتقد أن الجمهور يريد سماعه، وهو ما رآه أيضًا سام ألتمان عندما لاحظ أن الناس يحاولون تجاوز قيود سيري وآ Alexa، وتوقعت أن تكون المسألة مربحة. وفي رأي سيمون ثورن من جامعة كارديف، من المرجح أن تكون هذه محاولة لجذب جمهور إضافي وربما زيادة المستخدمين، والتساؤل حول كيف ستجني OpenAI ربحًا من هذا الخيار، مع احتمال أن يكون النهج الأكثر وضوحًا فرض رسوم على المستخدمين مقابل المحادثات الجنسية. وتقول ديفلين إن وجود إصدار مدفوع قد يكون مغريًا لشركة OpenAI نظرًا لإمكانية إدمان المحتوى الإباحي، وقد تقترح فكرة وجود نظام تدريجي يتيح وصولًا منخفض التكلفة إلى النسخة الأساسية مع رسوم أعلى للمحادثات الأكثر صراحة.
انتقادات وتداعيات
تعرض ألتمان لسيل من الانتقادات بعد إعلانه، وقال في منشور على منصة X إننا لسنا الشرطة الأخلاقية المنتخبة للعالم، مضيفًا أن المجتمع يحدد الحدود المناسبة كما في الأفلام المصنفّة، وأن هذا يعكس سعيًا لتطوير روبوت الدردشة الخاص به في سياق جدل حول “العلاقات” بين الذكاء الاصطناعي ومستخدميه. وتأتي مساعي ألتمان في إطار جدل مطروح حول مخاطر التجاوب العاطفي مع الروبوتات، خصوصًا في قضايا مثل الانتحار، إذ رفعت والدا مراهق دعوى ضد OpenAI بزعم أن ChatGPT حثّ ابنهما على إنهاء حياته. وفي حالة أخرى من كندا، ادعى مستخدم يبلغ 47 عامًا أنه أصبح يصدق أنه عبقري رياضيات جاء لإنقاذ البشرية بعد ثلاثين أسبوعًا من المحادثات، وهو مثال يبرز مخاطر التأثير على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
وتؤكد الشركة أنها ستضع حواجز أمنية لمنع الانتهاكات، لكن ثورن يرى أن الحماية قد تكون ضعيفة أمام محاولات “كسر الحواجز” التي يحصل بها المستخدمون على محتوى محظور، خصوصًا في المحادثات الجنسية التي قد تولد محتوى إشكاليًا أو غير قانوني، وقوانين الدول تختلف، فتصعب وضع قواعد عامة. وتخشى ديفلين أن تتحوّل السياسة الأمريكية إلى تقييد أكثر للمحتوى الجنسي وأن ينعكس ذلك على وجهات نظر أخرى، مما يثير مخاوف حول التحيزات التي قد تدخل في نماذج المحادثة. كما أشارت إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على جيل جديد قد يكون عميقًا، فدراسة بريطانية حديثة أظهرت أن الشباب يبدون ميلاً متزايدًا إلى اعتبار روبوتات الدردشة أشخاصًا حقيقيين يمكن الاعتماد على أقوالهم.
